الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فقد عرض على لجنة الأمور العامة في هيئة الفتوى في اجتماعها المنعقد الاستفتاء المقدم، ونصه:
اقترضت من البنك وقد ترتب على ذلك فوائد ربوية، وقد قمت بتسديد أصل الدين، ولما قد تحول إلى مصرف إسلامي باسم جديد فقد امتنعت عن تسديد ما ترتب علىّ من فوائد ربوية، والآن يطالبني البنك بتسديد الفوائد، علماً بأن من يطالبني بتسديد الفوائد الربوية هو بنك قد تحول بالكامل إلى مصرف إسلامي كما هو معلن.
ـ لا أريد أن أسدد الربا فهل عليّ إثم؟
ـ وما حكم الشرع في من يمتنع عن تسديد الفوائد الربوية؟
ـ وهل يصلح أن أسدد فوائد ربوية لبنك يدعى أنه إسلامي ويتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية؟
علماً أني مسلم وملتزم وقد سددت أصل الدين بالكامل ولا يزال البنك يطالبني بتسديد الفوائد الربوية رغم أنه تحول إلى مصرف إسلامي ولم أتعهد أو أوقع على التحول ولم أبلغ ولا علم لي بتحوله إلى مصرف إسلامي ولم استشار بذلك؟
ـ هل يمكن أن يتحول بنك من ربوي أو كما يسمونه تقليدي إلى بنك أو مصرف إسلامي بعد أن عمل قرابة الخمسين سنة كمصرف ربوي؟ وكيف يكون التعامل بتلك الحالة بالخمسين سنة التي سبقت تحوله؟
وقد أجابت اللجنة بالتالي:
يجوز تحول البنك الربوي إلى بنك إسلامي تجري معاملاته طبقاً للشريعة الإسلامية، على أن يكون رأس مال البنك الإسلامي خالياً من جميع الفوائد الربوية الماضية والحاضرة والمستقبلة، وأن يوفق جميع أوضاعه ومعاملاته طبقاً لأحكام الشريعة الإسلامية، وأن تكون لديه هيئة للفتوى والرقابة الشرعية، تعرض عليها جميع أعماله.
أما موضوع ما اكتسبته هذه البنوك من أموال ربوية قبل تحولها: فإنه لا يحُول دون تحولها، ولكن على هذه البنوك أن ترد هذه الفوائد الربوية إلى أصحابها إن أمكن ذلك، وإلا فعليها أن توجهها إلى وجوه الخير والبر العامة. والله تعالى أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.